حجم الكاميرا الكبسولة لا يزيد على حجم كبسولة الدواء العادية
تستفيد علوم الطب كثيرا من التطور التكنولوجي، وهي فائدة تنعكس مباشرة على تحسين
صحة الانسان وجهود وقايته من الامراض.
وآخر تلك الفوائد كاميرا صغيرة جدا، بحجم كبسولة الدواء، ابتلعتها احدى المريضات من أجل اعطاء صورة افضل للأطباء عن ما يدور داخل احشائها. وهذه المريضة هي جوان روسل، البالغة من العمر 26 عاما، والتي قالت إنها لم تشعر بأي شئ
بعد ابتلاعها للكاميرا الكبسولة، التي يزيد حجمها قليلا على حجم الكبسولة العادية التي نتناولها. كاميرا كبسوله بحجم حبة الدواء داخل الأحشاء المريضة الممرضة جوان روسل
وتساعد هذه التكنولوجيا الحديثة الاطباء من خلال اعطائهم صورة فعلية أوضح لما يجري في الاحشاء، كمشاكل المعدة، التي عانت منها جوان لما يقرب من عامين.
وقال الاخصائيون في مستشفى رويال هالمشير في مدينة شافيلد الانجليزية، حيث تعالج جوان، إن الكاميرا الكبسولة جلبت لهم صورا تفصيلية لما يحدث داخل الجهاز الهضمي للمريضة. وحجم هذه الكاميرا، البالغة كلفتها نحو 300 جنيه استرليني، هو 26 على 11 مليمترا، وقد نقلت في رحلتها تلك، التي استغرقت نحو ثماني ساعات، أكثر من 50 ألف صورة ملونة التقطها جهاز خاص ملفوف حول بطن جوان. وبعد أن تخرج الكاميرا من الجسم في عملية التبرز، يشرع الاطباء في مشاهدة وفحص الصور التي بثتها عبر جهاز فيديو. وقالت جوان، وهي ممرضة رئيسية تعمل في نفس المستشفى، لبي بي سي اونلاين، إنها كانت قلقة بعض الشئ من احتمال عدم خروج الكاميرا من جسمها بالطريقة الطبيعية. انجاز مهم وقد طلب منها الاطباء الاستمرار بالتصرف بشكل طبيعي وقت وجود الكاميرا داخل احشائها، وهو ما شجعها على التمشي قليلا، وتناول وجبة الغداء وقراءة المجلات في انتظار انتهاء عمل الكاميرا وخروجها من جسمها. يشار إلى أن الاطباء يستخدمون في العادة اجهزة وكشافات أخرى خارجية، كالاشعة، لتشخيص امراض الجهاز الهضمي. إلا أن الكاميرا الصغيرة وفرت لهم فرصة تشخيص امراض الامعاء الدقيقة وما شاكلها من عوارض صحية. وقال الدكتور مارك ماكألندون، المشرف على العملية، إنها تعتبر انجازا طبيا مهما يعطي صورة أفضل وأوضح للأماكن التي يصعب التشخيص فيها مثل الامعاء الدقيقة.